لقطة من زمن فات
دخلت الى الشقة من غير صوت...راجعة من رحلة طويلة طيران طول الليل واقفة على رجليها فى الطيارة تلبى طلبات المسافرين. على قد ما تقدر بتتحرك فى ضوء الطرقة من غير ما تعمل دوشة عشان ما تزعجهوش من نومه.
تقفل باب المطبخ عليها عشان تنور النور وتحضر له فطاره لما يصحى يﻻقيه جاهز، حتى الميه تغليها وتحطها فى الترمس عشان تفضل سخنة. بصعوبة فى شبه الظﻻم تحمل الصينية وتضعها على السفرة.
وهى ما زالت باليونى فورم ﻻ تجد سوى طرحة الصﻻة تتغطى بها، تتكوم فوق كنبة الليفنج حتى ﻻ تقلق نومه اذا ما دخلت غرفة النوم.
لم تستغرق فى النوم بعد، سمعت صوت المنبه وتركه يرن وقام الى الحمام، توقف فى طريقه امامها. وقالت فى نفسها يارب ما ينادى عليه. الحمد لله تركها ومضى يستعد للخروج. بذل قصارى جهده انه يعمل دوشة عشان تصحى، الدوﻻب يخبطه. وهو بيقفله، المعلقة بترن جوه الكوباية، البرفان يرشه تقريبا فى وشها. المهم انها فضلت عاملة فيها نايمة.
ماهى لو صحيت حا يبقى يوم ما طلعتلوش شمس وسيبدأ فى استجواها. عملتى ايه فى الرحلة؟ مين كان معاكم من الطيارين رغم انها عارفة انه حافظ جدول رحﻻتها؟ طيب حد من الركاب رخم عليكى؟ ايه اللى فى وشك ده انتى كنتى حاطة روج ثقيل قوى كده؟ وكلمة منه على رد منها تقوم خناقة ويرزع الباب وراه ويسيبها تسح دموع طول النهار.
افاقت من خواطرها على باب الشقة وهو بيرزعه وراه...ما قدرتش تقوم على طول ﻻحسن يفتح ويدخل تانى كانه نسى حاجة.... يارب يمشى من عير ما نتخانق...تعبانة وحاموت انام شوية. الحمد لله سمعت موتور العربية وفعلا مشى. لقت الفطار زى ماهوه ما لمسهوش عشان يحسسها انه مشى غضبان.
غيرت هدومها ودخلت فى السرير.. يارب الحق انام شوية قبل ما يكلمنى فى التليفون ويتستجوبنى.. انا عارفة انه مش حا يهدى له بال الا لما احكى كل شىء من ساعة ماركبت عربية الشركة اللى بتوصلنى المطار اول امبارح لغاية لما رجعت البيت النهاردة. معقولة يومين من عير استجواب؟
يارب والنبى ده انا باحبه ومخلصة له.. ليه بيعمل معايا كده؟ حتى لما استقلت من شغلى عشان اوفر على نفسى المشاكل اجبرها تسحب اﻻستفالة ..بحجة انها خايفة من ايه مادام ما بتعملش حاجة غلط؟
تقلبت فى السرير واحست الم فى ظهرها من اخر مرة ضربها بسبب انه وجدها واقفة ترد على احد زمﻻءها حين سالها حا تيجى معانا فى العربية واجابت ﻷ النهاردة جوزى جاى ياخدنى. وحين وصلوا المنزل بدا الموشح... كان بيقول لك ايه؟ ورديتى عليه ليه؟ وهو ماله يسالك سؤال زى ده؟ وﻻ اجابة عجبته.. ولما صرخت فيه حرام عليك بقى كفاية... ما شافتش قدامها وفين يوجعك؟
يارب خليك معايا...انا مش عاوزة اطلق وافرح اهلى فيه...يارب....ده انا حاربت عشانه 6 سنين...يارب....ونامت من كثر اﻻلم والتعب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق