الأربعاء، 20 أكتوبر 2010

هل تعرضت مرة لأن تُصداد؟

الصيد حرفة ووسيلة للحصول على الرزق. الصيد هواية وفن لتمضية الوقت أيضا. وبين الإثنان تشابه وتباين. وما أعنيه هنا الصيد كهواية. أشهر أنواع الصيد صيد السمك بالصنارة يمارسه الهاوى والمحترف. يظل الصياد قابعا ساعات فى البرد أو الحر فى انتظار الفريسة التى تأتى لإلتقاط الطعم ، و"هوب" تقع فى يد الصياد وينتهى بها الحال فى سلته حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة. وهناك أنواع أخرى من الصيادين تخصص صيد بشر. نعم هذه مهنتهم صيادى بشر!

وبعد أن كان الصيد هواية أصبح حرفة للنصابون الذين ينتشرون حولنا.

نصاب يقترب منك بهدوء وفى يده رزمة روشتات ليطلب المساعدة أو سيدة فى غاية الشياكة تطلب أن تكمل لها أجرة السفر فلقد اختطفت شنطتهاللتو ولا تدرى كيف ترجع لمحافظتها، أو بائع قلل أو بيض أو زبادى (كل يوم تكتشف سبوبة جديدة) يجلس يبكى بجوار عربته المقلوبة أو بضاعته المنسكبة ليستدر عطفك فتمنحه ما تيسر تعويضا عن ضياع البضاعة ، أو فتاة فى عمر الزهور تركب سيارة وتقترب منك فى محطة الوقود طالبة فى تلعثم أو خجل أو حتى بجاحة أن تضع لها 10 لتر فقط فلقد نسيت حافظة النقود فى المنزل.

هناك آخرون تخصص موبايلات، يرمى على ملابسك أى مادة غريبة دون أن تلحظ ثم يتظاهر بمساعدتك فى تنظيفها ليمد يده فى جيبك أو فى حقيبتك ويسرق الموبايل أو المحفظة، أو آخر يقف لك فى عرض الطريق بحجة أن موبايله قطع شحن ويطلب عدتك ينقل اليها شريحته لاجراء مكالمة حياة أو موت ثم يسرع بالسيارة وعدتك معه ويتركك تقف ممسكا بشريحتك فى يدك مذهولا من سرعة التنفيذ.

او رجل يتقدم لفتاة بعد دراسة كل أحوالها ويطلب الزواج منها سريعا قبل انتهاء أجازته وعودته الى العمل لتفاجأ بعدها بأنه أيضا نصاب اما احتال عليها وسرق نقودها دون أن يتم الزواج أو يتزوجها فعلا ثم يبلط لها فى المنزل ويعيش على قفاها وتكتشف ان البيه الدكتور هو خريج معهد صحى وخالى شغل.

وهناك الفتاة التى تنصب حبالها على رجل مريش متزوج لتنشله من أسرته وتستاثر بثروته أو أخرى تلطش خطيبا من صديقتها التى تأتمنها على أسرارها بعد أن تفضحها أمامه، أو الجارة المطلقة التى تتمسكن على جارتها حتى تتحايل على زوجها ليراعى لها مصالحها وتنتهى الجولة لصلحها بالاستحواذ التام على الزوج.

هناك من يحتال على المشاعر لتمضية وقت لطيف ثم يختفى وقت الجد، وهناك من يستغلك فى طلب خدمات لا ترد أبدا اذا ما احتجت اليه يوما ما، وهناك من يقترض ولا يرد ويعتمد على انه ينسى وانك ستحرج من مطالبته بالرد. وهناك من تعطيه بخاطرك أكثر مما يستحق وتقف بجواره فى كل أزماته ولا تجده بجوارك حين تحتاج للمؤازرة. وهناك من يأخذ رداءا أو كتابا أو حتى وعائا على سبيل الاقتراض ولا يرده أبدا.

واذا كانوا قديما قالوا "ان سرقت .... اسرق جملا وان عشقت.... فاعشق قمرا" الا ان الناس صارت تسرق أى شىء من فكرة لمقال ، أو موضوع لقصة فيلم، أو موديل فستان، أو حتى اسم عزيزا ستسمى به أحد أولادك أو أحفادك فيسبقك فى فى التسمية .صرنا نعيش عصر الاحتيال والسرقة والإستغفال ولا حول لنا ولا قوة . فالقانون لا يحمى المغفلين

ليست هناك تعليقات: