هن خمس صديقات تزاملن 12 عاما فى سنوات الدراسة منذ بدايتها وتجاورن فى السكن فى نفس الحى ولم يفرقهن الا دخول كل منهن كلية مختلفة ، فناهد ذهبت لكلية لآداب قسم اللغة الفرنسية ، ونادين لم تفضل دراسة الفرنسية رغم أنها جنسية والدتها وقررت دراسة الفلسفة وعلم النفس ، ونيرة ذهبت الى الإعلام أما نانا أو نبيلة فالتحقت بمعهد السينما على غير رغبة والدتها الفنانة المعروفة أو الراقصة المعتزلة سوسو.
ناهد المسيحية الوحيدة بين الصديفات من أصل أرمنى تزوجت فى نهابة الدراسة الجامعية من معيد بالكلية وأنجبت ابنها الوحيد بيتر. بعد تخرج ناهد مباشرة عملت فى السفارة الفرنسية ، و زوج ناهد "شفيق" ورث عن والده مرض القلب وسرعان ما غادر الدنيا اثر ذبحة قلبية وبيتر صغير لم يلتحق بعد بالمدرسة . نذرت ناهد نفسها لذكرى زوجها ولولدها بيتر حتى تخرج من مدرسة الجيزويت وذهب لفرنسا ليدخل السوربون ويترك والدته بمفردها لا يربط بينهما سوى الهاتف وزياراتها له كل عام مرة. وبيتر ليس ابن عاق لكنه لا يريد العيش فى مصر ويرى أن فرنسا هى بلده وهى مستقبله. ناهد قلبها ملىء بالمحبة ويسع صديقتها وقت الضيق.
نادين والدها أحمد الحضرى اسكندرانى ذهب للعمل فى فرنسا فى عطلات الجامعة ليلتقى بأمها مارسيل ويتزوجا بعيدا عن أهله لتفاجئه مارسيل على باب منزل أسرته بالأسكندرية بعد تخرجه والتحاقه بالعمل وهى تحمل نادين وعمرها شهور بين يديها. ولم ينس أونكل عادل لها احراجه أمام أهله أبدا كما لم تنس أخته سميرة لها أنها تزوجت أخيها الذى ادخرته لصديقتها الأنتيم وزينت لها لسنوات هذه الزيجة ، ولم تنس طنط مارسيل والدة نادين تحول الحب الى بغضاء لمجرد ركوبها الطائرة وحضورها لمصر فلم تستطع الاستمرار ورجعت بعدها بشهور قليلة لتترك نادين فى رعاية عمتها . وبعد وفاتها فى باريس ونحن فى الثانوى تفاجأ نادين باستدعاء السفارة لها للحصول على ميراثها من والدتها من مجوهرات ونقود ظلت فى عهدة عمتها حتى زواجها. و لم تمس نادين هذا الميراث بل وضعته أماتة عند ناهد:. وكانت عمة نادين قد انتقلت للقاهرة بعد زواجها وزواج والد نادين بسيدة أخرى. وألحقاها لتلحق بنا فى الاعدادى وتصبح خامستنا خامسة حرف النون وما ان حصلنا على السرتفيكا أو الثانوية العامة حتى زوجتها عمتها للأسناذ تيسير محامى العائلة والذى يكبر نادين بأكثر من 10 سنوات لتكون أول عروس فى الشلة ولم تعترض نادين هروبا من عمتها ومعايرتها الدائمة لها بأمها التى هجرتها وأتت بها فى الحرام رغم الزواج المدنى بين والديها والذى لم تعترف به عمتها. وبشرط وحيد هم اتمام دراستها الجامعية.
نيرة الصحفية الشهيرة ابنة الأزهرى المعروف الدكتور عبد الله الجمال ووالدتها الحاجة عفاف والوحيدة من بيننا التى تمتعت الى حد ما بحياة أسرية سوية وكان بيتهم ملجأ لنا جميعا هروبا من بيوتنا . بعد تخرجها من الجامعة بسنوات تزوجت زميلها محمود بهجت صاحب العمود اليومى فكانت آخر المتزوجات بيننا وأنجبت توأما لمياء وخالد لتعوض تأخرها فى الزواج والإنجاب ولتعهد بهما الى أمها تربيهما لها وتنطلق فى مسيرتها العملية حتى أصبحت رئيس تحرير لمجلة المرأة الحديثة ثم حجت وتحجبت. و رغم حجابها فهى من أنصار تحرر المرأة.
نبيلة صارت الفنانة المشهورة نانا بعد تخرجها من المعهد ، وهى كما ذكرت ابنة فنانة بدأت حياتها الفنية كراقصة ثم اتجهت الى التمثيل حتى تحجبت ولزمت المنزل دون أضواء ، تولت الحاجة سعاد أو سوسو تربية نبيلة بمفردها بعد انفصالها عن والدها ولم تكن لنبيلة أى علاقة بوالدها حتى أنه حين توفى رفضت الذهاب الى الجنازة ثم بكته بعدها بأسابيع ، ولحرص نبيلة على مسيرتها الفنية لم تفلح لها زيجة رغم تعدد الزيجات وتنوعها من فنان زميل لرجل أعمال.. لسياسى لأمير خليجى ...حتى انتهى بها الأمر الى الزواج ممن يصغرونها سنا وطمعا فى شهرتها وثرائها المزعوم . نسيت أن أقول لكم أنها أيضا للحفاظ على مسيرتها الفنية أجهضت أول حمل لها وأخرهم بسبب اهمال الطبيب.
رغم تفرق الصديقات فى شعاب الحياة الا أنهن حرصن على اللقاء كل عيد ميلاد احداهن كلقاء أساسى لا يفرطن فيه ثم فى المناسبات الأخرى بحسب ما يتيسر. وفى اللقاء تتحرر كل منهن مما يثقلها وتلقى به فى فضفضة نسائية وبوح غير محدود. بل وكانت نانا تجبرهن جميعا على الرقص والغناء وكانت أغانى عبد الحليم هى الأساس الذى يستمدن منه البهجة على طريقة الثلاثى المرح أو عفوا الخماسى المرح ولو لساعات قليلة.
ناهد المسيحية الوحيدة بين الصديفات من أصل أرمنى تزوجت فى نهابة الدراسة الجامعية من معيد بالكلية وأنجبت ابنها الوحيد بيتر. بعد تخرج ناهد مباشرة عملت فى السفارة الفرنسية ، و زوج ناهد "شفيق" ورث عن والده مرض القلب وسرعان ما غادر الدنيا اثر ذبحة قلبية وبيتر صغير لم يلتحق بعد بالمدرسة . نذرت ناهد نفسها لذكرى زوجها ولولدها بيتر حتى تخرج من مدرسة الجيزويت وذهب لفرنسا ليدخل السوربون ويترك والدته بمفردها لا يربط بينهما سوى الهاتف وزياراتها له كل عام مرة. وبيتر ليس ابن عاق لكنه لا يريد العيش فى مصر ويرى أن فرنسا هى بلده وهى مستقبله. ناهد قلبها ملىء بالمحبة ويسع صديقتها وقت الضيق.
نادين والدها أحمد الحضرى اسكندرانى ذهب للعمل فى فرنسا فى عطلات الجامعة ليلتقى بأمها مارسيل ويتزوجا بعيدا عن أهله لتفاجئه مارسيل على باب منزل أسرته بالأسكندرية بعد تخرجه والتحاقه بالعمل وهى تحمل نادين وعمرها شهور بين يديها. ولم ينس أونكل عادل لها احراجه أمام أهله أبدا كما لم تنس أخته سميرة لها أنها تزوجت أخيها الذى ادخرته لصديقتها الأنتيم وزينت لها لسنوات هذه الزيجة ، ولم تنس طنط مارسيل والدة نادين تحول الحب الى بغضاء لمجرد ركوبها الطائرة وحضورها لمصر فلم تستطع الاستمرار ورجعت بعدها بشهور قليلة لتترك نادين فى رعاية عمتها . وبعد وفاتها فى باريس ونحن فى الثانوى تفاجأ نادين باستدعاء السفارة لها للحصول على ميراثها من والدتها من مجوهرات ونقود ظلت فى عهدة عمتها حتى زواجها. و لم تمس نادين هذا الميراث بل وضعته أماتة عند ناهد:. وكانت عمة نادين قد انتقلت للقاهرة بعد زواجها وزواج والد نادين بسيدة أخرى. وألحقاها لتلحق بنا فى الاعدادى وتصبح خامستنا خامسة حرف النون وما ان حصلنا على السرتفيكا أو الثانوية العامة حتى زوجتها عمتها للأسناذ تيسير محامى العائلة والذى يكبر نادين بأكثر من 10 سنوات لتكون أول عروس فى الشلة ولم تعترض نادين هروبا من عمتها ومعايرتها الدائمة لها بأمها التى هجرتها وأتت بها فى الحرام رغم الزواج المدنى بين والديها والذى لم تعترف به عمتها. وبشرط وحيد هم اتمام دراستها الجامعية.
نيرة الصحفية الشهيرة ابنة الأزهرى المعروف الدكتور عبد الله الجمال ووالدتها الحاجة عفاف والوحيدة من بيننا التى تمتعت الى حد ما بحياة أسرية سوية وكان بيتهم ملجأ لنا جميعا هروبا من بيوتنا . بعد تخرجها من الجامعة بسنوات تزوجت زميلها محمود بهجت صاحب العمود اليومى فكانت آخر المتزوجات بيننا وأنجبت توأما لمياء وخالد لتعوض تأخرها فى الزواج والإنجاب ولتعهد بهما الى أمها تربيهما لها وتنطلق فى مسيرتها العملية حتى أصبحت رئيس تحرير لمجلة المرأة الحديثة ثم حجت وتحجبت. و رغم حجابها فهى من أنصار تحرر المرأة.
نبيلة صارت الفنانة المشهورة نانا بعد تخرجها من المعهد ، وهى كما ذكرت ابنة فنانة بدأت حياتها الفنية كراقصة ثم اتجهت الى التمثيل حتى تحجبت ولزمت المنزل دون أضواء ، تولت الحاجة سعاد أو سوسو تربية نبيلة بمفردها بعد انفصالها عن والدها ولم تكن لنبيلة أى علاقة بوالدها حتى أنه حين توفى رفضت الذهاب الى الجنازة ثم بكته بعدها بأسابيع ، ولحرص نبيلة على مسيرتها الفنية لم تفلح لها زيجة رغم تعدد الزيجات وتنوعها من فنان زميل لرجل أعمال.. لسياسى لأمير خليجى ...حتى انتهى بها الأمر الى الزواج ممن يصغرونها سنا وطمعا فى شهرتها وثرائها المزعوم . نسيت أن أقول لكم أنها أيضا للحفاظ على مسيرتها الفنية أجهضت أول حمل لها وأخرهم بسبب اهمال الطبيب.
رغم تفرق الصديقات فى شعاب الحياة الا أنهن حرصن على اللقاء كل عيد ميلاد احداهن كلقاء أساسى لا يفرطن فيه ثم فى المناسبات الأخرى بحسب ما يتيسر. وفى اللقاء تتحرر كل منهن مما يثقلها وتلقى به فى فضفضة نسائية وبوح غير محدود. بل وكانت نانا تجبرهن جميعا على الرقص والغناء وكانت أغانى عبد الحليم هى الأساس الذى يستمدن منه البهجة على طريقة الثلاثى المرح أو عفوا الخماسى المرح ولو لساعات قليلة.
ونادين الوحيدة التى لم تعمل وأنجبت أشجان رغم علاقتها المتوترة مع زوجها والذى كان يغالى فى وصايته عليها والتحكم فيها خوفا من أن تطلع البنت لأمها أى وتتركه نادين وتهج لفرنسا فهى تحمل جنسيتها وكانت حريصة أن تسجل أشجان أيضا فى السفارة فور ولادتها لها. وللحقيقة أن نادين راودتها هذه الرغبة ولكن قبل ولادة أشجان أما بعدها فلم تشر لموضوع السفر لا من قريب ولا من بعيد فى أحايثها مع الصديقات واللاتى حرصن أن تكون أكثر اللقاءات فى منزل نادين حتى لا يتركن فرصة للزوج ليمنعها عنهن برفضه لخروجها ، وعلى مضض كان يستقبلهن لثوان قبل أن يغادر الى مكتبه ليسهر فيه كعادته كل يوم. وكان يصبر على تلك اللقاءات لما يتبعها من تحسن طفيف فى نفسية زوجته فتسمح له بالاقنراب منها بعدها فى استسلام ودون تأفف. كانت نادين قد أصيبت باكتئاب ما بعد الولادة مما أدى بزوجها الى اصطحابها لطبيب نفسى جاء باسمه من دليل التليفون بعد الحاحنا عليه حتى لا تخنق الطفلة كما حاولت أكثرمن مرة من قبل.
نادين زهرة الخماسى وأكثرهن هدوءا وجمالا فى عودتها من زيارة لأبيها فى الأسكندرية بفردها فى السيارة مع أشجان ذات الأعوام الثلاثة تفاجأ بعطل فى السيارة فتقف حائرة لينقذها مرور طبيبها مصادفة ويعرض عليها أن يوصلها فى طريقه . بعد عدة كيلومترات ينفجر الأطار الأمامى لسيارة الطبيب لتنقلب السيارة وتموت نادين وهى فى العشرينات ويصاب الطبيب باصابات بالغة أما أشجان فكانت فى الخلف فى كرسيها الصغير ولم تصب بخدش. يأخذ الزوج أشجان ويرحل لأحد الدول العربية هربا من الفضيحة فقد ظن أنها كانت على علاقة بالطبيب رغم أنه زوج وأب وفى اعتقاده بأن الله كشف سرها وجزاها على خيانتها بالموت، وعبثا حاولنا الدفاع عن نادين وعن سمعتها بدون فائدة. وحين فتحت ناهد فمها لتحاول اخباره بالأمانة التى عندها لكزتها نانا فى مرفقها لتسكت ثم فالت لها بعدها" نادين أمنتك انت الأمانة دى علشان خاطر بنتها وبس" وعندها اعترضت ناهد " بس ما حدش عارف الموت من الحياة". وتوصلت الصديقات لفكرة استئجار خزنة مشتركة بأكثر من مفتاح وتحتفط كل منهن بواحدة تحسبا للمستقبل وحيث تودع فيها ميراث أشجان.
ولم نرى أشجان بعدها لسنوات ، حتى ذات صباح تفاجأ نيرة باتصال من ناهد وهى التى لا تتصل أبدا خلال دوام العمل لتقول لها:" نيرة ، نادين كانت هنا" ...." نادين مين؟ وكانت هنا فين؟"- أجابتها نيرة - انتى بتتكلمى عن مين؟" يووه أنا أصلى متلخبطة قوى قصدى أشجان بنت نادين كانت عندى فى السفارة بتعمل باسبور علشان تمت ال 18. وشهقت نيرة من الفرحة والله العظيم بجد وعرفتيها من الإسم مش كده" أجابت ناهد" أبدا عرفتها من الشكل ....يا عدرا يا أم النور نسخة بالكربون كأن نادين هى اللى واقفة قدامى" "هه وقلت لها انك صاحبة مامتها". " أبدا من كتر صدمتى وفرحتى ولا قلتلها حاجة" "ازاى بس يا ناهد incroiable دلوقتى حا نوصل لها ازاى".
"ما تخافيش أنا أخدت عنوانها ورقم تليفونها" وهى على العموم بتدرس فى الجامعة الفرنسية انتى أخوك الصغير مش مدرس هناك برضه" " أيوه "، "على العموم نتقابل عندى النهاردة ونتكلم أنا حأكلم نانا وأقول لها تييجى وانتى كلمى نون الخامسة D'accord "
اجتمع الثلاثى وأنا ، ايوة أنا الراوية فأنا لم أعرفكم على نفسى بعد، أنا (نون) الخامسة أو" نهى "المرشدة السياحية وليس لى دور هنا سوى أن أروى القصة، أما قصتى فسأكتبها بمفردها فيما بعد.
تقابلنا جميعا فى منزل نيرة وصادف وجود أخيها الأصغر (زياد) قرة عين العائلة والذى جاء بعد وفاة أخيه الشهيد فى حرب أكتوبر 73فاتفقنا أن يحاول الحديث معها ومعرفة ظروفها بحكم وجوده معها بالكلية ولتقارب العمر بينهما ويحاول التمهيد لنا بمقابلتها.
فى الجامعة حاول زياد أخو نيرة التقرب لأشجان ولكنها كانت تصد محاولاته ظنا منها أن محاولاته تحمل شيئا آخر. فكان أن بدأ يسأل عنها زملائها فتصدى له أحدهما وكان والده يعمل مع والدها فى البلد العربى الذى نزحا اليه بعد مأساة أمها " لأ يا دكتور ابعد عنها دى عائلتها كلها فضائح"
وحين عاد زياد لأخته نيرة ونقل لها ما كان صرخت فى وجهه " قطع لسان اللى يقول كده عنها" دى ما مامتها كانت أميرة وطيبة غيرشى ان حظها كان زى الزفت وقعها فى ناس ما بترحمش من عيلة ابوها ...لأمها ....لجوزها" ما هو ربنا عشان كده رحمها منهم" يا حبيبتى يا نادين" وأجهشت بالبكاء حين تذكرت العمرة التى خصتها بها بعد وفاتها والتى كانت تحلم أن تذهب معها اليها.
بعد محاولات استجابت نادين لزياد ولكن فى حدود المعاملة بين التلميذة والأستاذ حتى فاتحها فى الإرتباط بها لتفر من أمامه باكية " لأ أرجوك أنا ماستاهلش رجل محترم زيك"
قررنا جميعا استدراج أشجان لمقابلتنا بحجة التدريب فى المجلة عند نيرة وأتت لنجتمع بها وجلسنا نحملق فيها جميعا . كان الشعر الأبيض قد غزا رؤوسنا ، ولم لا فنحن فى بداية العقد السادس الآن ومن منا أخفته بالصبغة فضحتها تجاعيد الوجه والعينين حتى نانا رغم face liftوالذى لا يفلح فى الرقبة دائما تخفيها خلف كوليه عريض أو ايشارب للأناقة . الا نادين ظلت شابة حلوة التقاطيع فى صورة ابنتها أشجان.
نادين زهرة الخماسى وأكثرهن هدوءا وجمالا فى عودتها من زيارة لأبيها فى الأسكندرية بفردها فى السيارة مع أشجان ذات الأعوام الثلاثة تفاجأ بعطل فى السيارة فتقف حائرة لينقذها مرور طبيبها مصادفة ويعرض عليها أن يوصلها فى طريقه . بعد عدة كيلومترات ينفجر الأطار الأمامى لسيارة الطبيب لتنقلب السيارة وتموت نادين وهى فى العشرينات ويصاب الطبيب باصابات بالغة أما أشجان فكانت فى الخلف فى كرسيها الصغير ولم تصب بخدش. يأخذ الزوج أشجان ويرحل لأحد الدول العربية هربا من الفضيحة فقد ظن أنها كانت على علاقة بالطبيب رغم أنه زوج وأب وفى اعتقاده بأن الله كشف سرها وجزاها على خيانتها بالموت، وعبثا حاولنا الدفاع عن نادين وعن سمعتها بدون فائدة. وحين فتحت ناهد فمها لتحاول اخباره بالأمانة التى عندها لكزتها نانا فى مرفقها لتسكت ثم فالت لها بعدها" نادين أمنتك انت الأمانة دى علشان خاطر بنتها وبس" وعندها اعترضت ناهد " بس ما حدش عارف الموت من الحياة". وتوصلت الصديقات لفكرة استئجار خزنة مشتركة بأكثر من مفتاح وتحتفط كل منهن بواحدة تحسبا للمستقبل وحيث تودع فيها ميراث أشجان.
ولم نرى أشجان بعدها لسنوات ، حتى ذات صباح تفاجأ نيرة باتصال من ناهد وهى التى لا تتصل أبدا خلال دوام العمل لتقول لها:" نيرة ، نادين كانت هنا" ...." نادين مين؟ وكانت هنا فين؟"- أجابتها نيرة - انتى بتتكلمى عن مين؟" يووه أنا أصلى متلخبطة قوى قصدى أشجان بنت نادين كانت عندى فى السفارة بتعمل باسبور علشان تمت ال 18. وشهقت نيرة من الفرحة والله العظيم بجد وعرفتيها من الإسم مش كده" أجابت ناهد" أبدا عرفتها من الشكل ....يا عدرا يا أم النور نسخة بالكربون كأن نادين هى اللى واقفة قدامى" "هه وقلت لها انك صاحبة مامتها". " أبدا من كتر صدمتى وفرحتى ولا قلتلها حاجة" "ازاى بس يا ناهد incroiable دلوقتى حا نوصل لها ازاى".
"ما تخافيش أنا أخدت عنوانها ورقم تليفونها" وهى على العموم بتدرس فى الجامعة الفرنسية انتى أخوك الصغير مش مدرس هناك برضه" " أيوه "، "على العموم نتقابل عندى النهاردة ونتكلم أنا حأكلم نانا وأقول لها تييجى وانتى كلمى نون الخامسة D'accord "
اجتمع الثلاثى وأنا ، ايوة أنا الراوية فأنا لم أعرفكم على نفسى بعد، أنا (نون) الخامسة أو" نهى "المرشدة السياحية وليس لى دور هنا سوى أن أروى القصة، أما قصتى فسأكتبها بمفردها فيما بعد.
تقابلنا جميعا فى منزل نيرة وصادف وجود أخيها الأصغر (زياد) قرة عين العائلة والذى جاء بعد وفاة أخيه الشهيد فى حرب أكتوبر 73فاتفقنا أن يحاول الحديث معها ومعرفة ظروفها بحكم وجوده معها بالكلية ولتقارب العمر بينهما ويحاول التمهيد لنا بمقابلتها.
فى الجامعة حاول زياد أخو نيرة التقرب لأشجان ولكنها كانت تصد محاولاته ظنا منها أن محاولاته تحمل شيئا آخر. فكان أن بدأ يسأل عنها زملائها فتصدى له أحدهما وكان والده يعمل مع والدها فى البلد العربى الذى نزحا اليه بعد مأساة أمها " لأ يا دكتور ابعد عنها دى عائلتها كلها فضائح"
وحين عاد زياد لأخته نيرة ونقل لها ما كان صرخت فى وجهه " قطع لسان اللى يقول كده عنها" دى ما مامتها كانت أميرة وطيبة غيرشى ان حظها كان زى الزفت وقعها فى ناس ما بترحمش من عيلة ابوها ...لأمها ....لجوزها" ما هو ربنا عشان كده رحمها منهم" يا حبيبتى يا نادين" وأجهشت بالبكاء حين تذكرت العمرة التى خصتها بها بعد وفاتها والتى كانت تحلم أن تذهب معها اليها.
بعد محاولات استجابت نادين لزياد ولكن فى حدود المعاملة بين التلميذة والأستاذ حتى فاتحها فى الإرتباط بها لتفر من أمامه باكية " لأ أرجوك أنا ماستاهلش رجل محترم زيك"
قررنا جميعا استدراج أشجان لمقابلتنا بحجة التدريب فى المجلة عند نيرة وأتت لنجتمع بها وجلسنا نحملق فيها جميعا . كان الشعر الأبيض قد غزا رؤوسنا ، ولم لا فنحن فى بداية العقد السادس الآن ومن منا أخفته بالصبغة فضحتها تجاعيد الوجه والعينين حتى نانا رغم face liftوالذى لا يفلح فى الرقبة دائما تخفيها خلف كوليه عريض أو ايشارب للأناقة . الا نادين ظلت شابة حلوة التقاطيع فى صورة ابنتها أشجان.
جلسنا جميعا معها نبكى أحيانا ونضحك أحيانا ونحن نقص عليها حكاية أمها وما عايشناه معها وحتى خبيئة أمها والتى نحتفظ لها بها فى البنك. وأعطتها نيرة مذكرات أمها والتى أعطتها لها نادين لقرائتها وحين ألحت عليها أن تنشرها لها فى المجلة رفضت وفضلت أن تتركها مع نيرة خشية الوقوع فى يد زوجها ليطلع على أسرارها و جروحها من الزمن. وانهت نيرة اللقاء قائلة" قولى لبابا ان احنا جايين مع أخويا زياد يوم الخميس القادم لنشرب معاه القهوة" واختلطت دموعنا ببسمتنا وتمنينا لو كانت معنا ... نادين زهرة الخماسى... والدتها. وارادت نانا ان تختتم هذا المشهد المسرحى فقالت "كل واحد له ماما واحدة وانت يا أشجان لك خمسة" وارتفعت الضحكات لتملأ المكان بالبهجة التى كنا نفتقدها جميعا فى لقاءاتنا على مر السنوات بعد رحيل نادين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق