الثلاثاء، 30 يونيو 2009

القفازات السوداء

فى عمارتنا الجديدة أتت طنط نعيمة للسكنى فى الشقة التى تحتنا بالدور الثالث. وطنط نعيمة هى زوجة أمين بيه أيوب وكيل الوزارة المحال على المعاش. انسان لم أرى فى حنوه وطيبته فى حياتى ، أو كما يقول المثل يطحت على الجرح يطيب. ولم تكن فى الحقيقة جيرة طنط نعيمة طيبة ككل الجيران. ففجأة نجدها تظهر فى الشباك أو البلكونة وتبدأ بالزغاريد ثم تنتقل لوصلة من الشتائم وتختمها بالدعاء على جمال عبد الناصر والثورة واليوم الأسود حين ألغوا البهوية وطلعوا أمين بيه على المعاش وأحيانا تخلع بعض ملابسها أو غطاء رأسها وتلقى بها فى الشارع. والغريب أنها كانت دائما تبدأ مسلسلها هذا وأمين بيه خارج المنزل أو على الأدق بمجرد ما يحود من على ناصية الشارع. وربما يرى البعض انه: وماله ست غلبانة وعقلها خف ايه المشكلة؟ ولكن فى الحقيقة انها كانت مشكلة كبيرة لى ولأخوتى الصغار بل ولكل الجيران.

ولم يكن الموضوع يقتصر على وصلة ردح وشوية زغاريد وهدوم بتترمى من غير ما تتعرى وخلاص لكنها كانت تتربص بنا على السلم وما ان نطأ عتبتها حتى ينفتح بابها فجأة وتظهر وهى تضع الروج الفاقع على كل مكان فى وجهها وتطلق صيحاتها فى وجوهنا ولا تعلم حقيقة أهى تضحك أم تبكى؟ كماكانت أحيانا ترتدى فى يديها زوج أسود من أحذية أمين بيه زوجها. أو أحيانا أخرى تقف وهى ممسكة بأحد القطط السوداء ثم على حين غرة تلقيها علينا فتثير رعب القطة ورعبنا فى آن واحد لنصرخ معا أنا والقطة ، والمشكلة ان شقتهم كان لها بابين باب فى أول البسطة وباب آخر فى نهايتها ، وكنا نتسحب على السلالم ثم نأخذ البسطة جرى فلا ندرى خلف أى باب تكمن لنا لتفاجئنا ، وطبعا احنا بتشوف المنظر ده وهى ترتدى قفازات الأحذية السوداء - رغم انه ما فيهوش أى رعب لكن كنا أطفال- ونقول يا فكيك نجرى اما لفوق أو لتحت على السلالم أيهما أقرب. و لو جرينا لتحت تبقى مصيبة سودة وحطت علينا ، ما هوها نرجع نطلع لفوق لشقتنا تانى ازاى؟ فنبدأ بالبكاء ثم الصراخ والنداء على ماما - رحمها الله - عشان تلحقنا. ورغم ان الموضوع كله ما كانش بياخد ثوانى الا ان قلبى - وأذكر ذلك جيدا - كان يقف فى حلقى من كثرة الخوف بعدها لساعات طويلة. وهكذا أصبح النزول من الشقة والصعود اليها فى الذهاب للمدرسة والعودة منها ، مشكلة المشاكل خاصة لى. وما كان من أمى غير أنها كانت تنظم نوبات لحراسة السلم لنا بالتناوب بينها وبين شغالتنا فى النزول الى المدرسة، وكذلك فى العودة من المدرسة مع اضافة جرس آخر للشقة فى أول دور حتى ندق عليه فينتظرنا من عليه نوبة الحراسة فى أعلى السلم حتى نمر من بسطة طنط نعيمة فى سلام.

وللحقيقة أن عرض طنط نعيمة المسرحى لم يكن يوميا بل كان موسميا ، ففجأة تبدأه لأيام وفجأة ينقطع لأيام تصل لشهور. وعلى قول الجيران كان الجنان يزيد فى آوان الباذنجان أى حين يظهر محصول الباذجان فى السوق . ولم يكن هذا الترهيب لنا نحن الأطفال هو فقط ما تقوم به ، بل تعداه لنشاطات أخرى مثل القاء الحبر والأوساخ والزبالة على غسيل الجيران المنشور. أو قطع حبل السبت باستخدام سكين أو مقص بعد أن يملؤه البائع بالمشتريات فيطب ساكت فى أرض الشارع وتتلوث محتوياته بترابه بعد تبعثرها. وطبعا تقوم خناقة فى كل مرة بينها وبين صاحبة السبت المقطوع أو الغسيل المتسخ من الجيران فى العمارة. وكان أن فاض الكيل بالجميع واتفقوا جميعالاعلى الحديث مع أمين بيه فيما يحدث من ورائه. ولدهشة الجميع فاض الدمع من عيونه وترقرق وأخذ فى الإعتذار عنها لنا ، وعرفنا وقتها أنه يعلم تماما ما يجرى فى غيابه بل أنه أحيانا يكون موجودا ويقف خلف الشيش يحايلها أن تكف عن هذيانها وتدخل من الشرفة. وناداها ليوبخها أمامنا وهى لم تنبت شفتاها بكلمة انما وقفت مطأطأة الرأس تهز رأسها بايماءة الموافقة على كل ما يوجهه لها من تأنيب ولوم.

وبدأت القصص عن سبب جنونها تنتشر من خلال الشائعات بين الجارات فمن قالت أن طنط نعيمة كانت خادمة فى سراية والده أيوب بيه ولقد أحبها أمين بيه فطرده والده من السراية وحرمه من الميراث ، وبعد زواجه منها أصيبت بنوبات الجنون هذه وتعب من عرضها على الأطباء ورغم ما كانت تتناوله من أدوية لعلاج حالتها الا أنها لم تتحسن بما يكفى ،فكان يرحل بها من شقة الى أخرى حين يشكو الناس من جنونها. أما سبب الجنون فتنوع بين أنها جنت حين لم تستطع أن تنجب له ولدا ونتيجة لخوفها الشديد من أن يتركها أو يتزوج أخرى عليها، أو أنها كانت حامل وسقطت ولم تستطع الإنجاب مرة أخرى فأصابها الإكتئاب ثم الجنون ، أوأن ما حدث لها هو رد فعل لطردهم من رغد العيش فى السراية للحياة المقفرة خارجها ، وأحيانا يؤولون السبب الى طلوعه فجأة على المعاش والطرد من الخدمة كوكيل وزارة وتأثر دخلهم بعد الثورة.

لم يكن لهم زوار سوى ابن أخ أمين بيه وكان يمر عليه كل كام شهر ، وكان أمين بيه هو الذى يشترى طلبات المنزل ويعود بها مع مرسال لتوصيلها للمنزل وكنا نقابله فى مدخل العمارة مرتديا بدلته الكاملة وعلى رأسه طربوشه الأحمر المميز ويكون عائدا من القهوة فهى المكان الوحيد الذى يذهب اليه يوميا فيما عدا يوم الجمعة، أو يذهب للمصلحة لقبض المعاش أول كل شهر وكان يسر للقيانا ويداعبنا ويخرج لنا من جيوبه الأرواح والملبس. وكنا أحيانا نساعده فى حمل مشترواته بل ونتجرأ وندخل فى حراسته وحماه لوضعها على ترابيزة السفرة فى الصالة الواسعة لنشبع فضولنا مع مقاومة شديدة للرعب الذى يجتاحنا وذلك للتلصص على المكان الذى تسكن فيه الجنية التى تروعنا. وحين ترانا معه كانت تبتسم لنا فى هدوء وتعطينا مما كنا نحمل من فاكهة وتقول:" سلموا لى على ماما" أو "ابقوا تعالوا زورونا، طب ده أمين بيه بيحبكم خالص وربنا يعلم!" وكانت عيون أونكل أمين بيه حينئذ تفيض بالمحبة لها ولنا.

لا أستطيع حصر عدد المرات التى تشنكلت ووقعت فيها على السلم وأصبت قدمى أوظهرى رعبا وهربا منها حين تعودها الحالة فتخرج لمفاجئتى. ومما زاد الطين بلة أننا أحيانا كنا نعثر على قطة مخنوقة أو طائر ميت و ملقى أمام باب شقتها أو على شباك السلم الواقع فى نفس الطابق. رغم أنها كثيرا ما كانت تحضر للقطط الطعام وتقف تناديهم على السلم لكى يحضروا لأكله وغالبا ما تكون القطط كلها سوداء مما دعا الجيران للإعتقاد بأنها تقتل القطط لتستعين بها فى الأعمال السحرية . وطبعا هذه الشائعة كانت تهىء لنا بأن الدور علينا لتقتلنا وتلقى بنا مثل قططها السوداء.

كم مرة هدد أحد الجيران أن يأتى لها بالبوليس أو النجدة ولم يحدث ، حتى وقعت الواقعة فعلا وحضرت النجدة يوما بعد بلاغ من أحدهم وذلك حين تربصت بأمى وللمرة الأولى والأخيرة وكانت أمى حاملا فى آخر العنقود وفى أثناء صعودها حاملة أخى الأصغر دفعتها باتجاه السلالم دفعة قوية مفاجئة ولولا تشبث أمى بأخى بيد والدرابزين بيد أخرى لحدث ما لا يحمد عقباه ولكن الله سلم ، وذهب أمين بيه الى القسم لأنهم لم يستطيعوا السيطرة عليها واصطحابها ثم تنازلت أمى لحق الجيرة ، وأخذ الضابط عليه تعهدا بمراقبتها ودفع أذاها عن الجيران والا سوف يبلغ عنها مستشفى الأمراض العقلية خاصة وأنها كانت تشتم فى الثورة ورئيسها تحديدا . مرات ومرات رأيته يبكى ويعتذر للناس ، وحين يقولون له " ما تبعتها السراية" يقصدون مستشفى المجانين يقول "أبدا طول ما أنا عايش ما يهونش على أبهدلها ، دى كانت عايشة فعلا فى سراية" .

ومرض أمين بيه وكان على الجيران عيادته فى مرضه الذى طال لسنوات فلم يكن له أهلا غيرنا ثم غادر الدنيا بعد توصيته لصاحب العمارة بألا يطرد طنط نعيمة من الشقة وأخذ منه ميثاقا غليظا وتعهد له بذلك وأوفى. وأصبحت طنط نعيمة وحيدة بعده تماما ، وبدأت تعتاد الخروج لقضاء حوائجها بنفسها وكنا نساعدها فى حمل أغراضها والصعود بها لكننا لم نجرؤ بعد رحيل أمين بيه على الدخول لشقتها الا فى حراسة الكبار منا ، والغريب أنها كانت قد هدأت كثيرا بعد وفاة أمين بيه الا من بعض الهنات .

ومرضت طنط نعيمة هى الأخرى وكان الجيران يتناوبون رعايتها والقيام بشئونها، ومن ضمنهم أخى الكبير وزوجته والذى تزوج وأقام فى نفس الشقة بعدنا . وكنا نحن نعودها أحيانا بعد أن كبرنا وذهب عنا خوفنا منها ووعينا بأنها انسانة مسكينة لا تعى ما تفعل ولا تملك من أمرها شأنا حين تأتيها النوبة .

ثم ماتت طنط نعيمة الملقبة ب "نعيمة المجنونة" بعد أمين بيه بسنوات كثيرة . ولم يكن فى وداعها سوى الجيران وأبناؤهم الذين طالما روعتهم بعد أن أصبحوا رجالا ونساءا.

ورغم انتقالنا من الشارع كله الى منزل آخر غير بعيد ورغم مرور عشرات السنين على تلك الوقائع الا أننى ما زلت أخاف القطط وأرتعب من الأسود منها بالذات حين ألتقيه على السلالم، وحتى الآن ما زلت أحلم بكوابيس تفاصيلها تعود لذكرياتى المروعة فى ذلك الوقت عن طنط نعيمة وقططها وطيورها النافقة وقفازاتها الغريبة من الأحذية السوداء .

رحم الله أمين بيه أيوب وزوجته طنط نعيمة "المسكينة" وغفر لها ما سببته لنا من ذعر فى طفولتنا!

هل الدنيا ما بقاش فيه بركة؟

- ليه رغم الشكوى من الملل الا ان اليوم بقى بيعدى فى ثوانى؟
هل لقلة البركة؟
طب ليه زمان كان الوحد بيدرس الصبح وياخد كورسات بعد الظهر ويشوف صحابه ويروح معاهم سينما أو حتى يعدى عليهم على السريع كل ده فى يوم واحد!

- ليه لما الواحد يروح مشوار كام ساعة دلوقتى يرجع منهار ؟ ويقعد تانى يوم فى البيت ياخد فترة نقاهة من آثار الخروجة الواحدة؟ سواء كان سايق والا راكب تاكسى أو ميكروباس؟ اللهم اكفينا شرهم!
هل الزحمة فى الشوارع؟ أم خنقة العادم والتلوث! أم الهبل والاستهبال فى قواعد المرور واللى يمد بوزعربيته أو يعرف يغرز هو اللى يملك الطريق!
طب ليه زمان كنا بندعبس على خروجة ولو مرة فى الأسبوع نركب الأتوبيس أو الترام ويا سلام لو تاكسى مرسيدس كنا نقول عليها فسحة!

- ليه بقيت تفضل انك تستعمل التليفون فى السؤال عن الناس؟ أو حتى النت فى التواصل مع أصحابك على انك تزورهم!
هل هو استسهال؟ أم قلة وقت؟ أم ضيق الشقق والبيوت باللى فيها!
طب ليه زمان كان مايعديش أسبوع من غير لمة الشلة فى سينما أو جنينة أو حتى بيت حد فينا حتى لو كان اودة الجلوس أو الصالة اللى مهما كانت ضيقة كانت دايما بتساعنا!

- ليه الناس بتروح تقدم واجب العزاء؟ وتبعت يادوبك بوكيه ورد ده اذا بعتت على انها تحضر فرح؟
هل اننا بنلاقى نفسنا فى الحزن ؟ وما بقاش فى نفوسنا مكان للفرح! والا هروب من تكلفة بدلة جديدة أوفساتين للمدام والعيال؟

- وايه موضة حجز القاعات للعزاء : واحدة للرجالة والتانية للستات الى ما بيبطلوش كلام مع بعض أو فى الموبايل ، وأحيانا يأجلوا العزاء بعد الجنازة بأيام لغاية لما يلاقوا قاعة بعينها فاضية رغم انه لا عزاء فوق ثلاث ويروحوا دافعين فيها الشىء الفلانى وده غير تكاليف طبع كتب وتفريقها، ده غير المشاريب اللى ما بقتش قهوة سادة بس! ويقال انه بقى فيها تصوير بالفيديو- ولو انى ماشفتتش بعينى- ليه ده كله ما كفاية تشييع ا لجنازة والصلاة والدعاء واللى معاه حاجة زيادة يعمل بها صدقة جارية أو يطلعها للمحتاجين زكاة على روح الفقيد أو الفقيدة.

- وليه المغالاة فى تكاليف الأفراح لدرجة الاستدانة من الغريب والقريب؟ وعشان ايه ؟
عشان تحضرفرح صاخب فشر النايت كلاب فى الأغانى الركيكة واللى بيخللى الواحد ينطرش ويجيله صداع يعانى منه لأيام بعدها؟ أم الملل من نفس السيناريو: كوشة فاضية وعروسة متقمصة دور رقاصة والعريس عامل زى الكتكوت الدايخ من اللى كعه فى تكاليف الجهاز والفرح وعمال يهبل هو وأصحابه زى المجانين وبيسموه رقص! وهوشايل هم نهاية الليلة السودا دى بنجاح !! لأ والأدهى حواليهم محجبات مش مانعهم الحجاب من هز الوسط ولا أجدع فرقة عوالم! والا الشبكة اللى لازم تلف على المعازيم رغم ان كلنا عارفين ان أمها حطه فوقيها حاجتها وحاجات إخوتها لزوم المنظرة! لأ وإلا لما يفتح البوفيه عينك ماتشوف الا النور وأدى دقنى لو طلت قزازة حاجة ساقعة تبلع بيها قرفك من اللى انت شايفه!
فين أيام الكوشة والعروسين قاعدين فيها محترمين والدبلتين والخاتم أو الأسورة البسيطة وتلاقى الناس تروح لهم لغاية عندهم تبارك لهم وتتصورمعاهم فى هدوء ومزيكا هادية والأكل وكوباية الشربات ييجوا لك وانت قاعد محترم فى مكانك!

- ليه الموظف بياخد فى مشوا ر الشغل رايح ساعتين وزيهم فى الرجوع وكل اللى يقعده فى الشغل ما يجيش نص الوقت ده وحتى نص الوقت ده بيقضيه فى الوضوء وصلاة الظهر وقراة الأوراد والأذكارللصباح والظهر وبعد الظهر! غير حكمة فوت علينا بكرة!
هل الزحمة فى الشوارع؟ هل قلة الضمير؟ والا على قد فلوسهم؟
طيب فين قدسية العمل؟ مش برضه العمل عبادة! ماهو الموظف هنا هوه هواه اللى عنده مصلحة فى حتة تانية عند موظف تانى برضه! واللى حتدوخه النهاردة ها يطلع عينك لما تروح له فى مصلحة بكرة!

- ليه الأولاد بقوا بيحتكروا أهاليهم ويبتزوهم بحجة اشمعنى أصحابى؟ أو هو أنا بس ، ما كل أصحابى كده اذا الأهل لاموهم على التأخير للفجر فى الشوارع والمولات والقهاوى أو على المصروفات الزايدة أو حتى شرب السجاير والبلوى الأكبر اللى اسمها شيشة؟ ومبقاش فيه فرق بين بنت وولد فى أى حاجة؟
مين بيربى مين؟ والا بقينا زى القطيع ماشيين ورا بعض فى سكة واحدة من غير ما نسأل احنا رايحيين فين؟ هى دى سكة السلامة والا الندامة والا كله راح واللى راح ما بيرجعش!

الأسئلة كثيرة والإجابات يمكن تكون شبه معروفة لنا كلنا لكن ما حدش بيقولها بصوت عالى و أمراضنا الإجتماعية بتزيد والوقت بيضيع والبركة بتقل ... فين راحت البركة؟

الأحد، 28 يونيو 2009

Il trovatore Opera - Verdi

ترجمة وتلخيص مشاهد أوبرا الترافاتورى لفيردى

الفصل الأول :
المشهد الأول:
في غرفة حارس القلعة لونا (قصر Aljaferia الاسباني) Ferrando ، قائد الحرس ، أعطى الأوامر لرجاله لمراقبة الكونت دي لونا في حين يتجول بشكل قلق تحت نوافذ Leonora ، سيدة في انتظار الأميرة. دي لونا يحب Leonora ، ويغير على رئاسته الناجحة من منافسةالشاعر المتجول Manrico. من اجل الحفاظ على الحراس مستيقظا ، Ferrando يروي تاريخ العد للحراس. ويبدو أن احدى الغجريات ذات مرة قد سحرت الشقيق الصغير للكونت ، مما جعل الطفل ضعيف ومريض ، لهذا احرقوها حية لذا فقدأوصت ابنتها
Azucena بالإنتقام لها ، وهو ما فعلته بأن استولوت على الشقيق الاصغر. على الرغم من العثور على عظام طفل محروقة في رماد محرقة الجثث ، الا أن الأب رفض الاعتقاد في وفاة ابنه ؛وعلى فراش الموت ، أمرالكونت دي لونا بالبحث عن Azucena.
المشهد 2 : في حديقة قصر الأميرة Leonora اعترفت بالحب ل Manrico لصديقتهاالتى تثق فيهاالثقة Ines بالحب الذي نادرا ما يمكن للكلمات أن تصفه. عندما ذهبتا ، ظهر الكونت دي لونا يسمع على البعد صوت منافسه Manrico : يغنى لحن: "وحده على هذه الأرض"). بينما في الظلام Leonora أخطأت فى حبيبها وحسبت أن Manrico هو حبيبها وهو يدخل الحديقة ، فهرعت الى ذراعيه بالخطأ. كان الكونت يعتبر Manrico عدوه ، المحكوم عليه بالإعدام ، ويجره الى القتال. حاولت Leonora التدخل ، لكنه لم تستطيع منعهم من القتال (وغنى الثلاثة لحن: Di geloso amor sprezzato "نار غيرة الحب".

الفصل الثانى (2) : المرأة الغجرية
المشهد 1 : مخيم الغجر في حين Manrico يجلس جوار سرير والدته Azucena ،كان الغجر يقومون بانشاد : fosche notturne : "انظر! السماء التي لا نهاية لها وقد ألقت ظلالا قاتمة ليلا ". انها ابنة الغجرية التى أحرقها الكونت من قبل ، وعلى الرغم من عمرها ، لا تزال تسعى للانتقام لأمها. الأغنية : "إن النيران تزأر!"). تفرق الغجر بعد الأغينى في حين اعترفت Azucena لManrico بأنها بعد ان سرقته وهو طفب كانت تنوي حرقه إلا انها ألقت ابنها الصغير ، بدلا منه فى النار (الأغنية : Condotta ell'era في ceppi / "جروها في الأصفاد" . Manrico أدرك انه ليس ابن Azucena ، ولكنه يحبها كما لو كانت أمه في الحقيقة ، لأنها كانت دائما وفية ومحبة له.

Manrico يقول لها انه هزم Azucena دي لونا في مبارزة ، ولكنه رجع عن قتله بعد أن سيطرت عليه سلطة غامضة (الثنائي يغنى :/ "لم تكن له حيلة في صدهجومى الوحشي".

وصل الرسول وأخبرهم بأن Leonora ،والتى تعتقد أن Manrico قد مات، على وشك الدخول في أحد الأديرة وارتداءالحجاب في تلك الليلة. على الرغم من أن Azucena قد حاولت منعه من المغادرة وهوفى حالته الضعيفة الا انه اندفع مغادر قبل أن تمنعه مما نوى عليه. اغنية: "لا بد لي أن أتكلم معك")


المشهد 1 : أمام الدير:

المشهد 2 : أمام الدير دي لونا ومريديه يعتزمون خطف Leonora والكونت يغني من حبه لها (الأغنية : "ضوء ابتسامتها". Leonora والراهبات يظهرن في موكب ، ولكن Manrico يمنع دي لونا من تنفيذ مخططه ، وبدلا من ذلك ، يأخذ Leonora بعيدا معه.

الفصل 3: ابن المرأة الغجرية
المشهد 1 : مخيم Di Luna
الكورس يغنى" نحن الآن نلعب الزهر " وجعل Di Luna الجنود يلقون القبض على Azucena. ويتعرف عليها Ferrando ، ويحكم عليها Di Luna بالحرق.
المشهد 2 : غرفة في القلعة
Leonora وManrico يعيشان فقط لبعضهما البعض. (الأغنية ، Manrico : / "آه ، نعم ، وحبي ، هو ملك لكى". وكانا على وشك تبادل عهد زواجهما ، Ruiz ، رفيق Manrico قال لهم أن Azucena سوف تحرق . Manrico اندفع للذهاب لها ليساعدها أغنية "اللهيب المخيف لمحرقة الجثث"). ثم فقدت Leonora الوعى وأغمى عليها.

الفصل رقم 4 : العقاب
المشهد 1 : قبل أن يبقي فى الزنزانة

حاولت Leonora أن تحرر Manrico ، الذي تم اعتقاله بواسطة Di Luna (الأغنية : "على اجنحة الحب الوردية" كورس & الثنائي : أغنية / "الرب ، الرحمة على روحه"). Leonora تستعطف Di Luna طالبة الرحمة وتقدم نفسها في مكان حبيبها. وتعدالكونت بإعطاءه نفسها ، ولكن سرا تبتلع السم من خاتمها من أجل أن تموت قبل أن يستطيع امتلاكها (أغنيةثنائية : "انظر دموعى المريرة التى أذرفها"). المشهد 2 : في زنزانة Manrico وAzucena ينتظرا تنفيذ الحكم فيهما. Manrico يحاول تهدئة Azucena والتى تسرح بخيالها فى أسعد أيامها في الجبال (أغنيةثنائية : / "مرة أخرى إلى جبالنا سنعود"). وأخيرا استسلم الغجر للنوم.
Leonora تأتي ل Manrico وتقول له انه تم انقاذه وتتوسل له ان يفر من الزنزانة. وعندما يكتشف أنها لا تستطيع مرافقته ، يرفض الخروج من السجن. ويعتقد أن Leonora قد خانته الى أن يدرك انها تناولت السم لتبقى وفية له. وبينما تصارع الموت فى أحضان Manrico تعترف له بانها تفضل الموت معه على الزواج من آخر. (أغنيةرباعية : "بدلا من أن نعيش كشخص آخر" ويدخل الكونت يجد Leonora قتيلة بين يدى منافسه ويأمر أن يؤخذ Manrico لتنفيذ الحكم. ووتعود Azucena للحياة وعندما يريها Di Luna جثة Manrico تصرخ في انتصار: "كان أخيك، لقدانتقمت.. آه يا أمى!" في نفس الوقت يصرخ Azucena ، صرخات اليأس "وأنا لا بد لي من العيش!".

الى صديقتى التى لا أتذكر اسمها!

Impossible
فى منتصف الثمانينيات كنا زميلتا عمل فى فرعين مختلفين فى احدى الشركات الأجنبية وكنت أكبرها بسنوات قليلة لكن ذلك لم يمنعنا من التعارف بالتليفون ثم الصداقة بعدها والخروج بعد العمل معا لحضور الندوات والمحاضرات ... حكت لى عن والدتها التى ترتدى الملابس الريفية كرغبة والدها رغم أنها تربت وعاشت فى العاصمة وتعلمت حتى فكت الخط رغم أنها كانت تهوى العلام ، وحتى بعد وفاته بعد ولادتها بأسابيع.... لم يتغير في ملبسها شىء غير استبدال أمها لملابسها بملابس أخرى من نفس الطراز لكنها سوداء تماما حتى غطاء الرأس..... فلقد كانت والدتها تحبه كثيرا وكان يدللها أكثر...وحفى حتى يتزوجها بعد أن رآها فى احدى محلاته تشترى شيئا مع أمها.....وكيف أنه كتب لها الكثير من الممتلكات ليوافق أهلها على الزواج منها .... حكت لى عن أشقائها الرجال الذين يكبرونها بالعديد من السنوات والحريصين على تربية شنباتهم كوالدهم والتباهى بها....وعن أولاد أخوتها الصغار والذين يتكلمون بطريقة بلدى لأن زوجات أخوتها آتين من مناطق شعبية وهن غير متعلمات ....وكانت تخفيهم عنى وتغلق علينا غرفتها ولا تسمح لأحد بالدخول علينا حين أزورها فى منزل العائلة ......وهى على الرغم من سمارها المحبب والذى ورثته وحدها عن أبيها المنحدر من صعيد مصر الا أنها كانت دائمة التحدث معى بالفرنسية التى تجيدها كأهلها ويرجع الفضل فى هذا لأمها المتعلمة ذات الملامح التركية فى الشكل والذى ورثه عنها اخوتها الرجال....فرغم تربية أمها الصارمة، الا أنها كانت حريصة على الحاقها بإحدى المدارس التى تتولى فيها الراهبات الفرنسيات التدريس....ثم بعد ذلك كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية رغم ان اخوتها الشباب لم يكملوا تعليمهم العالى لانخراطهم فى العمل فى بيزنس العائلة بعد وفاة الأب....كانت أمها ترفض لها الكثير من الطلبات الا شراء الكتب فلم تقل لها لا أبدا على كتاب حتى و لو غلا ثمنه.....وكانت غرفتها المليئة بالكتب هى شرنقتها التى انعزلت فيها عن عائلتها... فهى لا تشاركهم فى شىء أبدا حتى فى وجبات الطعام... تأكل بمفردها فى غرفتها وحجتها أنها تريد أن تركز فى مذاكرتها ولا تضيع وقتها .....ولم تعترض أمها على صداقتنا - وهى التى حرمتها طويلا من الخروج مع الصديقات - رغم لقب مطلقة الذى أحمله وقد أخبرتنى أكثر من مرة بنفسها أنها توافق على خروجها معى للندوات والنزهات لأنى انسانة عاقلة ومتدينة ومؤتمنة حيث كنت أربى أولاد أختى المتوفاة بعد وفاة أمى.

و تعود بى الذكريات لحكاية صديقتى عن حبيبها ... ولقد عرفتنى عليه يوما ما فى احدى الندوات التى دعته اليها... فهو يصغرها بسنتين وقد كانت على مشارف الثلاثين يوم أن تعارفا ... وكان حاصلا على دبلوم صناعى تعرفت عليه يوم تعطلت سيارتها وتطوع لتشغليها دون سابق معرفة ودون أن يأخذ أجرا على عمله بالسيارة بعد ذلك فى ورشته ..... كان شابا مهذبا يكاد يذوب خجلا حين يلقانا ويأخذ جنبا ويعتصر كفيه بشدة حتى لا يمد يده بالسلام.... لا يتكلم كثيرا لكنه ينصت لحديثنا معا فى لقائى بهما ... ولا يتدخل فى حديثنا وكأنه لا يعنيه ولا يعنيه أيضا أن تتكلم معظم الوقت معى بالفرنسية والتى لا يعلم منها حرفا واحدا.... كانت أحيانا فيما بيننا تضحك على طريقته فى الكلام والملبس الا أنها رغم أنه impossible ، تحبه ... فرغم ثراء عائلتها وتعليمها هى الأجنبى الا أن جمالها البسيط كان يحصرالمتقدمين لها فى دائرة عمل إخوتها ....معلمين وتجار فى سوق الأزهر ممن يريدون القيام بصفقة الزواج طمعا فى صفقات تجارية أخرى....و زادها ذلك تصميما على الإرتباط بحبيبها فهو على الأقل متعلم وان كان قليلا ...... وهو مستعد لفتح منزل ولكن ليس كمنزلها... فعلى الرغم من أن الورشة فى حيه الشعبى تدر عليه ربحا جيدا الا أنه ما زال مكبلا بمسئوليته تجاه شقيقاته ووالدته .... وتعجبت كيف استطاعت تلك المستسلمة لهم دائما ارغام أهلها على الموافقة على زواجها منه رغم ما أعرفه عن صلابة رأيهم خاصة أمها فى موضوعات أخرى كسفرها بمفردها لإكمال تعليمها فى فرنسا مثلا ..... وكيف نجحت فى اقناعهم ولو اننى أشك أن الموضوع كان فيه تنازل منها عن جزء كبير من ارثها فى تجارة الوالد .... وكان أن قاموا بشراء شقة لها فى حى راق كطلبها بعيدا عن منزل العائلة والذى بنوا بها فيه شقة لها لم تدخلها أبدا.....وكيف أقنعت حبيبها بشراء شبكة أغلى مما يستطيع ومساهتها معه فى تدبير الفرق ليشرفها أمام أهلها....وكيف أنه لم يفهم اصرارها على الشبكة الألماظ والذى تراه شقيقاته "ولا يفرق عن الزجاج" ... قالت لى أنها تعرف انها تغالى فى طلباتها مع اخوتها وتستعين بأمها كثيرا حين يمتنعون عن الإمتثال لرغاباتها فكله من نصيبها فى الميراث والذى لم تأخذ منه مليما واحدا من قبل سوى مصاريف تعليمها وسيارة أهدونها لها بعد نجاحها فى الجامعة لتذهب بكرامة لعملها والذين لم يوافقوا عليه الا باصرار من أمها.أيضا.... وتفرغت شهور لإعداد بيتها وكانت تحكى لى بفرحة غامرة عن كل ما تشتريه من ماركات أصيلة للصينى وطقم الفضية والتحف والفازات السينييه ... وبالفعل تم تجهيزها بجهاز راق على حد تعبيرها فكل ما طلبته أحضروه لها ... فهى فى النهاية الصغرى والبنت الوحيدة اليتيمة التى لم ترى أبدا والدها....ولا أذكراننى حضرت زواجها ربما لعدم وجودى فى المدينة فى وقت حدوثه....بل لا أذكرهل أقامت فرحا أم لا؟؟ ولكنى أذكر جيدا أن فرحتها بالزواج كانت تفوق فرحتها بالزوج نفسه!

و تباعدت طرقنا فأنا سافرت للخارج للعمل وهى علمت فيما بعد أنها سافرت بمنحة للحصول على الماجستير من العاصمة الفرنسة بعد زواجها و انجابها لطفل وحيد وتركته مع والدتها والتى توفت بعد رحيلها بسنة فانتقل لأبيه تحت رعاية عماته فى شقة أهله القديمة..... وكنا نتراسل أحيانا ، وفى رسالاتها كانت تمدنى بالقليل عن أخبارها فى العيش بمفردها فى العاصمة الفرنسية وانجذاب الشباب الفرنسى لسمرتها ودهشتهم من جنسيتها المصرية..... ومن شطارتها فى الدرساة وتقافتها الواسعة ..... ثم تقابلنا فى احدى أجازاتى وكان طفلها فى سن دخول المدرسة و تبحث له عن مكان فى احدى المدارس الفرنسية ... وقالت أنها طلبت الطلاق لعدم التكافؤ بينها وبين زوجها ...وأنه يرفض أن يعطيها ولدها رغم أنها لا تريد منه شيئا غيرالطفل ، قهى تبريه من كل الحقوق وحكت لى أيضا استنكار أخوتها لطلبها ووتهديدهم لها بالمقاطعة.... وتحدثت - بنفس حماسها القديم فى الحديث عن حبها له- ولكن فى هذه المرة عن البغض الذى نما بينهما.... وعن أنه لا يفهمها ، بل انها لا تعرف كيف تتحدث معه وهو لا يجيد الحديث حتى بالعربية.... وعن طريقته المقززة فى الأكل ..... وأنها تخجل من الخروج معه فى الشارع ... وعن جلسته يوم الأجازة فى جلباب وشعره منكوش ... impossible....وعن اصطحابه للولد معه الى الورشة رغم أعوامه القليلة ، وتركه يلعب مع الكلاب فى الشارع..... وكنت أتسائل وأنا أتابع شكواها: هل كان زواجها تذكرة للخروج من شرنقة العائلة المتحفظة لتسافر وراء طموحها؟؟؟ هل أحبت زوجها أبدا أم أنها استشفت طيبته وتعلقه بها فكان الجسر الذى عبرت عليه للحصول على حريتها الحقيقية..... هل كان وسيلتها للهروب من شبح العنوسة؟؟؟ هل طلاقها نهاية لخطة رسمتها بغير قصد ؟؟؟؟ فماذا عن أمومتها هل جاءت مصادفة خارج التخطيط؟؟؟

ثم اختفت واختفت عنى أخبارها تماما.... ولا أدرى لم تذكرتها فجأة اليوم بعد عشرات السنين؟؟... والغريب انى أتذكرعنها تفاصيل صغيرة كثيرة الا اننى لا أذكر اسمها.... وأذكر تفاصيل كثيرة عن منزل عائلتها لكننى لا أذكر عنوانه !!!! ففى زحمة الأيام وتوالى السنين ضاع منى رقم تليفونها وأجدنى الآن أتذكر فى دهشة أنها لم تدعنى أبدا لمنزلها بعد زواجها ..... بل كنا نتقابل فى الأماكن العامة ... وأتذكر وجهها المحبب وعيناها نصف الليمونة والتى تعتصرهما عصرا حين تبكى.... ثم تكف فجأة عن البكاء لتسطع أسنانها البيضاء وتشرق ابتسامتها قائلة: " impossible".... وأذكر غطاء الرأس الذى خلعته قبل سفرها الى فرنسا واتجاهها للتدريس فى المركز الثقافى الفرنسى...ولكنتها الفرنسية والتى تتعمد فيها لثغ الرا ء ..... والغريب انى كنت أحبها أكثر بغطاء رأسها فلم يزيدها كشف شعرها بهاءا فقد كان غير ناعما وكانت تتركه غير مملس عمدا..... أذكرمناقشاتها التى لا تنتهى فى السياسة والدين والفن فثقافتها كانت متنوعة لقرائتها النهمة المتعددة الاتجاهات ... وكان لحديثها صخبا محببا فهو خليطا من الفرنسية والعربية والانجليزية أيضا ... أذكر الكثير من الدقائق عنها ولا أذكر اسمها .... كأنه مسح تماما من شريط الذكريات.... أين هى الآن يا ترى؟ هل تطلقت؟؟ وماذا عن ابنها؟؟؟ هل تركته لوالده ؟؟ هل عادت ثانية لفرنسا كما كانت تتمنى لنيل الدكتوراة ؟؟ لا أعرف وتمنيت لو أعرف !!! أو على الأقل أتذكر اسمها ..... فعلا Impossible"" .

الخميس، 25 يونيو 2009

كوسة - ليه سموها كده؟

فى أسواق الخضار بالأرياف ...كان التجار والمزارعون يخرجون مبكرا لحجز مكان لبيع الخضاروكانوا ينتظرون فى طابور طويل حتى يتم تحصيل الرسوم والسماح لهم بالدخول ، وأحياناً يكون الجو حار جداً خاصة فى الصيف ولا يتم أستثناء أحد من الطابور إلا تجار الكوسة لأنها تفسد سريعاً ولا تحتمل الحرارة فعندما يترك أحد الصف ويدخل دون أنتظار .. وتبدأ الناس فى الأحتجاج يرفع يده التاجر ويقول :كـــــــــوســـــــــــــــة!!!

اكتئاب

يعتى ايه اكتئاب!
يعنى ميكونش لك نفس تعمل أى حاجة؟ يعنى تصبح الصبح تقول ياه حأقوم أعمل ايه يعنى! ياعم خلينى نايم أحسن وياريت النوم ييجى الا ان كله كوابيس حتى لو جه! يعنى تحضر فطار وما تاكلش من ولا لقمة؟ أو تعمل شاى وتسيبه يبرد ولا تشربهوش! يعنى ترمى الجرنال بعد ماتقرا البخت وتسيب كل العناوين؟ يعنى تفتح البلكونة أو الشباك وتقعد ساعة مبحلق فى الفراغ؟ يعنى التليفون يرن وتشوف اسم الطالب وماتردش مش لأنك بتهرب منه ولكن لأنك مش عاوز تكلم حد؟ يعنى تلبس هدومك وتحط سماعات الآى بود فى ودانك وتروح النادى تفضل تلف فى التراك وترجع من غير ما حتى تشغل الجهاز ولا تسمع ولا أغنية؟ يعنى تكتشف انك ما سرحتش شعرك أو ما حلقتش دقنك من أيام ولا حتى بصيت فى المراية! يعنى تلبس نفس الهدوم لأيام وبعد ما تتغسل ترجع تانى تلبسها؟ يعنى تلف البيت من غرفة للتانية من غير ما تحس بتعمل ايه ولا انت عاوز ايه؟ يعنى نهارك يبقى ليلك وساعات نومك تقل وييجى عليك أيام ما تدوقش طعم النوم ! يعنى تقعدد تلعب سوليتير أو أى لعبة على الكمبيوترمن غير ما تكسب ولا جيم واحد !!! يعنى تفتح الأدراج وتقفلها من غير ما تاخد حاجة أو حتى تدور على حاجة! يعنى تضبط نفسك بتردد بيت شعر أو أغنية معينة وترددها بصوت عال جملة واحدة بتتكرر زى الأسطوانة المشروخة! يعنى تعصر عنييك وما تنزلش ولا نقطة دموع!
أذا كان هو ده الإكتئاب؟؟ يبقى أنا عندى اكتئاب!!!

شبراوية من شبرا

الأمير سنتر مكان سينما الأمير الصيفى

أيوة شبراوية من شبرا (خلوصى تحديدا أمام سينما الأمير أو اللى كانت قبل ما تبقى سنتر) . اتولدت فيها وعشت معظم سنين عمرى. سافرت واشتغلت واتغربت ولكن كل مرة بارجع لها بنفس الحب اللى عشته فيها. اتجوزت وخرجت منها واتطلقت ورجعت لها، ومن سبع سنين مشيت منها خالص . بحبها .... بحبها على رأى عبد الحليم.

فيها أول خطوة أخدتها وأول كلمة نطقتها وأول كلمة حب سمعتها. من مدرسة الراهبات فى ابتدائى للترعة الإعدادية لمدرسة شبرا الثانوية بنات ، وكورنيش روض الفرج وفسحة العصارى مع قزقزة الترمس واللب لشارع الترعة والكوافير بتاعى اللى كان بيخلينى على سنجة عشرة فى العيد وأنا صغيرة وبعدين كل أسبوع تسريحة وقصة بعد ما كبرت ودخلت الجامعة وحتى لما اشتغلت، وشارع شبرا ومحل مدبولى بتاع الأيس كريم والسينما الصيفى اللى فى خلوصى قدام البيت اللى حبينا الشاشة الفضية عن طريقها وكنا طول الصيف نسهر لحد ما نخلص ال3 أفلام حتى لو كان مش أول عرض، والجنينة الكبيرة اللى قدام العمارة اللى كانت صالة أفراح أو صالة عزاء عند اللزوم، وشجرة التوت والمامبوزيا اللى ياما أخدنا علق علشان نيلت لنا هدومنا، ومحل اللب والسودانى فى شارع شبرا لزوم سهرة أم كلثوم أول خميس فى كل شهر وحفلات عبد الحليم وأغنياته الجديدة اللى لازم تجمع أهل العمارة فى البكونة الكبيرة فى بيتنا بعد ما تتسمح ويتسقى الزرع فيها. لمحل السمك اللى على ناصية الدوران وأكلة سمك مشوى مع جمبرى على الأقل مرة كل شهر. أول مرة أسوق عربية كان فى جراج بيتنا فى شبرا. كانت العمارة ما تتقفلش لا ليل ولا نهار رغم بابها الحديد. ومولد النبى ومولد مارى جرجس ما تعرف الفرق بين مين بيشترى الحمص والحلاوة من اللى بيشترى خاتم عليه أيقونة العدرا . وكنيسة سانت تريزا والشمعة اللى لازم كل يوم امتحان الصبح تتولع . وآذان الفجر والمغرب فى الجوامع حوالينا فى رمضان وأجراس الكنائس كل يوم أحد الصبح ، ولوسى صاحبتى فى مدرسة الراهبات واللى علشانها كنت بأدخل معاها كنسية المدرسة كل يوم الصبح نصلى مع بعض، لا الراهبة منعتنى من الدخول ولا لما ماما عرفت زعلت ولا غضبت وبابا قال كلها صلوات لله، وكان باباها القسيس بيستشهد كثير فى كلامه العادى بآيات قرآنية وأحاديث ، وآذان الفجر والمغرب فى الجوامع حوالينا فى رمضان ، وأجراس الكنائس كل يوم أحد وعم أحمد المسحراتى بفانوسه اللى يدوبك بيشوف بيه خطوته، زينة الأعياد بالورق والنشا والدوبار بعد ما نلم التكاليف من الجيران ، والجيران قبل كل عيد حوالين صوانى الكعك الكل بينقش وما تعرف العيد عند مين المرة دى. فالصوانى طالعة من بيت والصحون المرشوشة سكر داخلة البيت التانى، وجورج ابن تانت تريزة أخويا فى الرضاعة بناء على نصيحة لوالدته اللى ما كانش بيعيش لها أولاد فكان من نصيبى نرضع سوى من والدتى ووالدته. وزفة االحجاج لما يرجعوا من العمرة للحج. ومستشفى كتشنر اللى توفت فيها أختى بعد الولادة ، وشبابها الرجالة اللى لو حد مش من الحتة عاكسنا يكون عليه العوض. والسلام اللى يترد عليه كل مرة بأحسن منه حتى لو عديت ألف مرة جامع أو كنيسة، ومن غير بوليس معسكر قدامها 24 ساعة ، و ابن الجيران لبيب المحامى اللى لم يكن أبى فى غيره ، وعندما مات أبو جورج منع والدى علينا مشاهده التليفزيون للاربعين مشاركه منا فى احزانهم. ومعاكسات الشباب المهذبة وضحك البنات المايصة ،والجمعيات اللى بيرتبوها حسب حاجة كل أسرة: فأم مارى تاخدهاعلى ميعاد جوازة بنتها وماما دورها فى دخول المدارس ، والسبت اللى نازل طالع من البلكونة طول النهار لبتاع العيش وبتاع الفول والبليلة وبتاع الخضار والفاكهة وبتاع الزبادى واللبن آخر النهار . وسلم العمارة اللى كل يومين ثلاثة يتكنس ويتمسح كل جارة تنظف قصاد بيتها وقبل ما تنشر غسيلها أو تنفض سجادتها تبعت شغالتها تستأذننا فى لم الغسيل المنشور على الحبل . والاصفارة أى حد من أولاد الجيران أو نداءباسم واحد فيهم كان كفاية علشان كل الجيران تفهم وتنوره له نور السلم من أول دور لآخر دور أصل ما كانش فيه ماكينة نور أتوماتيك. ايه الحب ده كله اللى كان بيجمع الناس ؟ ايه الأمان والتسامح اللى كنا عايشين فيه؟ جميلة يا حبيبتى يا شبرا
فمالذى حدث؟هل العيب فينا أم فى الزمن؟ احنا امتداد لنفس الناس... والناس دى هى اللى ربتنا... طيب العيب فين؟ فينا والا فى الزمن؟ ايه اللى ممكن نعمله علشان الزمن ده يرجع؟؟ تعالوا نفكر سوى!!