الخميس، 25 يونيو 2009

شبراوية من شبرا

الأمير سنتر مكان سينما الأمير الصيفى

أيوة شبراوية من شبرا (خلوصى تحديدا أمام سينما الأمير أو اللى كانت قبل ما تبقى سنتر) . اتولدت فيها وعشت معظم سنين عمرى. سافرت واشتغلت واتغربت ولكن كل مرة بارجع لها بنفس الحب اللى عشته فيها. اتجوزت وخرجت منها واتطلقت ورجعت لها، ومن سبع سنين مشيت منها خالص . بحبها .... بحبها على رأى عبد الحليم.

فيها أول خطوة أخدتها وأول كلمة نطقتها وأول كلمة حب سمعتها. من مدرسة الراهبات فى ابتدائى للترعة الإعدادية لمدرسة شبرا الثانوية بنات ، وكورنيش روض الفرج وفسحة العصارى مع قزقزة الترمس واللب لشارع الترعة والكوافير بتاعى اللى كان بيخلينى على سنجة عشرة فى العيد وأنا صغيرة وبعدين كل أسبوع تسريحة وقصة بعد ما كبرت ودخلت الجامعة وحتى لما اشتغلت، وشارع شبرا ومحل مدبولى بتاع الأيس كريم والسينما الصيفى اللى فى خلوصى قدام البيت اللى حبينا الشاشة الفضية عن طريقها وكنا طول الصيف نسهر لحد ما نخلص ال3 أفلام حتى لو كان مش أول عرض، والجنينة الكبيرة اللى قدام العمارة اللى كانت صالة أفراح أو صالة عزاء عند اللزوم، وشجرة التوت والمامبوزيا اللى ياما أخدنا علق علشان نيلت لنا هدومنا، ومحل اللب والسودانى فى شارع شبرا لزوم سهرة أم كلثوم أول خميس فى كل شهر وحفلات عبد الحليم وأغنياته الجديدة اللى لازم تجمع أهل العمارة فى البكونة الكبيرة فى بيتنا بعد ما تتسمح ويتسقى الزرع فيها. لمحل السمك اللى على ناصية الدوران وأكلة سمك مشوى مع جمبرى على الأقل مرة كل شهر. أول مرة أسوق عربية كان فى جراج بيتنا فى شبرا. كانت العمارة ما تتقفلش لا ليل ولا نهار رغم بابها الحديد. ومولد النبى ومولد مارى جرجس ما تعرف الفرق بين مين بيشترى الحمص والحلاوة من اللى بيشترى خاتم عليه أيقونة العدرا . وكنيسة سانت تريزا والشمعة اللى لازم كل يوم امتحان الصبح تتولع . وآذان الفجر والمغرب فى الجوامع حوالينا فى رمضان وأجراس الكنائس كل يوم أحد الصبح ، ولوسى صاحبتى فى مدرسة الراهبات واللى علشانها كنت بأدخل معاها كنسية المدرسة كل يوم الصبح نصلى مع بعض، لا الراهبة منعتنى من الدخول ولا لما ماما عرفت زعلت ولا غضبت وبابا قال كلها صلوات لله، وكان باباها القسيس بيستشهد كثير فى كلامه العادى بآيات قرآنية وأحاديث ، وآذان الفجر والمغرب فى الجوامع حوالينا فى رمضان ، وأجراس الكنائس كل يوم أحد وعم أحمد المسحراتى بفانوسه اللى يدوبك بيشوف بيه خطوته، زينة الأعياد بالورق والنشا والدوبار بعد ما نلم التكاليف من الجيران ، والجيران قبل كل عيد حوالين صوانى الكعك الكل بينقش وما تعرف العيد عند مين المرة دى. فالصوانى طالعة من بيت والصحون المرشوشة سكر داخلة البيت التانى، وجورج ابن تانت تريزة أخويا فى الرضاعة بناء على نصيحة لوالدته اللى ما كانش بيعيش لها أولاد فكان من نصيبى نرضع سوى من والدتى ووالدته. وزفة االحجاج لما يرجعوا من العمرة للحج. ومستشفى كتشنر اللى توفت فيها أختى بعد الولادة ، وشبابها الرجالة اللى لو حد مش من الحتة عاكسنا يكون عليه العوض. والسلام اللى يترد عليه كل مرة بأحسن منه حتى لو عديت ألف مرة جامع أو كنيسة، ومن غير بوليس معسكر قدامها 24 ساعة ، و ابن الجيران لبيب المحامى اللى لم يكن أبى فى غيره ، وعندما مات أبو جورج منع والدى علينا مشاهده التليفزيون للاربعين مشاركه منا فى احزانهم. ومعاكسات الشباب المهذبة وضحك البنات المايصة ،والجمعيات اللى بيرتبوها حسب حاجة كل أسرة: فأم مارى تاخدهاعلى ميعاد جوازة بنتها وماما دورها فى دخول المدارس ، والسبت اللى نازل طالع من البلكونة طول النهار لبتاع العيش وبتاع الفول والبليلة وبتاع الخضار والفاكهة وبتاع الزبادى واللبن آخر النهار . وسلم العمارة اللى كل يومين ثلاثة يتكنس ويتمسح كل جارة تنظف قصاد بيتها وقبل ما تنشر غسيلها أو تنفض سجادتها تبعت شغالتها تستأذننا فى لم الغسيل المنشور على الحبل . والاصفارة أى حد من أولاد الجيران أو نداءباسم واحد فيهم كان كفاية علشان كل الجيران تفهم وتنوره له نور السلم من أول دور لآخر دور أصل ما كانش فيه ماكينة نور أتوماتيك. ايه الحب ده كله اللى كان بيجمع الناس ؟ ايه الأمان والتسامح اللى كنا عايشين فيه؟ جميلة يا حبيبتى يا شبرا
فمالذى حدث؟هل العيب فينا أم فى الزمن؟ احنا امتداد لنفس الناس... والناس دى هى اللى ربتنا... طيب العيب فين؟ فينا والا فى الزمن؟ ايه اللى ممكن نعمله علشان الزمن ده يرجع؟؟ تعالوا نفكر سوى!!

ليست هناك تعليقات: